الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

الولولة خارج الصناديق


بقلم 
أسامة عزت اسماعيل

ربما يكون الشعب المصرى هو الوحيد فى العالم الذى لا يتحمس للذهاب إلى الصناديق لحسم خلافاته بقدر ما يتحمس للولولة والرفس والرفث والجدال خارجها !
تم خذلان قائمة الفريق شفيق و أكثر من خذلوه هم أنصاره الذين تحمسوا لإنتخابه فى 2012 ذلك أنهم فضلوا مكايدة السلطة على نصر مرشحيهم .
فوز قائمة حب مصر بكافة أصوات القوائم فى كافة المحافظات ما كان ليحدث لولا أن البعض فضل المناحة من قبل أن يبدأ الجناز ، وأفاض فى العديد حتى نسى هو نفسه أن يقوم ( بالواجب ) وحين حان موعد الإنصراف كانت أوضاع جديدة بالكلية قد فرضتها الأقلية النشطة على الأغلبية الخاملة المتوجعة من أعراض غامضة أقلها حقيقى و جلها متوهم كهيبوكوندرياسيس متفاقم .
مصر مهددة من الداخل أكثر ٩١ مليون مرة مما هى مهددة من الخارج ... والوطن هو الكيان الحقيقى الذى لا يجد حنوا كثيرا عليه من أحد أو حتى شفقة عابرة .
صدمت حينما قرأت بعض التعليقات الضاغطة على الأعصاب فى صفحات ما يسمون انفسهم بشباب يناير .... التهكم المرير المريض
Malicious , and bitter cynicism
فى أنقى تقطير لسميته الناقعة خاليا من شوائب الرفق والتريث و المعقولية .... هؤلاء أيضا لم يذهبوا للصناديق و إكتفوا بولولة ساخطة ساتانية من خارج الأسوار ، و إشتد هذيانهم بعد إنتهاء التصويت بأكثر مما كان قبل التصويت الذى قاطعوه ... إنهزامية عدمية شامتة قل نظيرها سوى فى طلائع النيهيلستيين الروس فى السنوات العصيبة قبل ثورة ١٩١٧ البلشفية . حجتهم هى وصول بعض أعضاء الوطنى السابقين للبرلمان ... العكس تماما من حجة أنصار و خاذلى شفيق وهو وصول بعض رموز يناير للبرلمان ... ولم يسال أحد نفسه ماذا فعل كى يغلب وجهة نظره و ينتصر لفريقه !
السيسى متهم من الفريقين بتهم متعارضة .. فهو تارة من يعيد نظام مبارك للوجود وتارة هو من يجمع حوله رموز يناير .... والفريقان يريدان من السيسي حسم المسألة من قبل أن تبدأ الإنتخابات .... و العجب يبدأ من الأسئلة البريئة : ٱذا كانت المسائل تحسم قبل الإنتخابات فما الداعى لإجرائها ؟! ... وإذا كان الجميع يتهم السيسى بالشئ ونقيضه فلما لم ينصر أحد القائمة التى لا تلقى دعمه ( بفرض وجود هذا الدعم ) ؟ .
خسارة قائمة الجبهة حدثت لأسباب كثيرة جدا منها وجود الفريق بالخارج والضعف الشديد فى التمويل ، ونظام القائمة المطلقة الظالم و قوة المال السياسى الساويرسى و إنجذاب الكثيرين مرشحين وناخبين لقائمة يظنونها ( قائمة الدولة ) و تأخر موافقة اللجنة العليا على قوائم الجبهة حتى قبل الإنتخابات بأيام قلائل .
وفى حب مصر تكثر الحكايات ، ولو لم يكن ما نشاهده هذا ديمقراطية ناضجة مكتملة وهو قطعا ليس كذلك ... فالسبب الأول فى هذا هو الشعب الأب الروحى الهوائى للسلطات ، وكذا المزاج الساخط الخوارجى البارانويدى الذى أضحى سمة مصرية ربما أورثتها لنا كثرة الثورات والقعود عند الإستحقاقات و ندرة العمل المثمر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق